الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة الثالثة: الفساق مخلدون في النار

صفحة 177 - الجزء 1

المسألة الثالثة: الفساق مخلدون في النار

  وهي أن من توعده الله بالعقاب من الفساق، فإنه متى مات مصراً على فسقه، صار إلى النار.

  والخلاف في ذلك مع المرجئة فإنهم لا يقطعون بخلود الفساق في النار.

  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه قول الله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}⁣[الجن: ٢٣].

  ووجه الاستدلال بهذه الآية: أن الله تعالى توعد كل عاص بدخول النار، والخلود فيها على سبيل العموم، والخلود هو الدوام، و الفاسق يدخل في ذلك كما يدخل الكافر.

  وإخلاف الوعيد يكشف عن الكذب، والكذب قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، وهذه الدلالة مبنية على ستة أصول:

  ١ - أحدها: أن الله توعد كل عاص على العموم بالخلود في النار.

  ٢ - والثاني: أن الخلود هو الدوام.

  ٣ - والثالث: أن الفاسق يدخل في ذلك كالكافر.

  ٤ - والرابع: أن إخلاف الوعيد يكشف عن الكذب.

  ٥ - والخامس: أن الكذب قبيح.

  ٦ - والسادس: أن الله تعالى لا يفعل القبيح.

  ١ - فالذي يدل على الأول: أن لفظة من اذا وقعت على هذا الوجه في الشرط والجزاء اقتضت استغراق كل عاقل .... بدليل صحة الاستثناء وصحة الاستثناء يدل على الاستغراق.