(4) المسألة الرابعة أن أصحاب الكبائر فساقا
  فالذي يدل على ذلك: أنه لا خلاف بين المسلمين أن الفاسق لا يستحق المدح والتعظيم، بل يستحق الذم والإهانة واللعن.
  ولهذا فإن الصحابة ¤ كانوا يقيمون الحدود على الجناة، على وجه الإهانة، فثبت أن الفاسق لا يستحق المدح والتعظيم.
  وإذا ثبت ما قدمنا من أن الفاسق لا يجوز أن يُسمى كافراً ولا مؤمناً، فصح ما ذهبنا إليه من تسميته فاسقاً، دون أن يطلق عليه واحد من هذين الاسمين.
  يدل على صحة ما ذهبنا إليه قول النبي ÷: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، فإذا فعل ذلك انتزع الإيمان من قلبه، فإذا تاب، تاب الله عليه» قيل: يا رسول الله أفكافر هو أم مؤمن؟ قال: «لا» قيل: فما هو؟ قال: «فاسق». وهذا نص فيما ذهبنا إليه. فصح أن للفاسق اسم، بين اسم المؤمن والكافر، فيجب أن له حكم يخالف حكم الكافروالمؤمن.
  · أحكام الكافرين والمؤمنين:
  ١ - أما أحكام الكفارين فمن جملتها: أنهم لا يدفنون في مقابر المسلمين، ولا تجوز المناكحة بينهم وبين المسلمين، والفاسق بخلافهم في هذه الأحكام.
  وأما أحكام المؤمنين، فمن أحكامهم قبول الشهادة، ووجوب الموالاة، والفاسق