الفصل الأول في بيان معاني الألفاظ
صفحة 46
- الجزء 1
  ومعنى كون النظر مؤدياً إلى المعرفة أنه موصل إليها.
  وأما المعرفة: فهي المعنى الذي يقتضي سكون النفس، والمراد بذلك طمأنينة القلب التي معها يزول الشك والتجويز.
  وهي التفرقة التي يجدها الواحد منا من نفسه بين أن يعتقد كون زيد في الدار بالمشاهدة، وبين أن يعتقد كونه فيها بخبر رجل من آحاد الناس، فإنه يجد للمشاهدة مزية بخلاف خبر الرجل، تلك المزية هي التي عبرنا عنها بسكون النفس.
  ومعنى المعرفة والعلم واحد، بدليل أنه لا يجوز أن يثبت بأحد اللفظين وينفى بالآخر، فلا يجوز أن يقول قائل: علمت زيداً وما عرفته، أو عرفته وما علمته، بل يُعد من قال ذلك مناقضاً لكلامه، جارياً مجرى من يقول: علمت وما علمت، أو عرفت وما عرفت.
  ***