[مقدمة المؤلف]
[مقدمة المؤلف]
  
  والحمد لله رب العالمين، والحمد لله على نعمه التوام، وأياديه الجسام، الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد #، وصلواته على من اختصه بالنبوة واصطفاه، وأيده بالرسالة وارتضاه، وفضله على سائر أنبيائه واجتباه، الرسول الزكي، محمد النبي الأمي، وعلى أخيه وابن عمه، وباب مدينة علمه، الصديق الأكبر، الطاهر المطهر، صاحب لواء الحمد ونهر الكوثر، أبي شبير وشبر، وعلى سائر أهل بيته المطهرين، وصحابته المقربين، وسلم عليه وعليهم أجمعين.
  أهمية علم الكلام وشرفه: -
  أما بعد، فإن مدة العمر قصيرة، وفنون العلم كثيرة، وإن أنفسَه فائدة وأعظمه منفعة علم الكلام، الذي يُعرف به الصحيح من السقيم، ويتضح المعوج من المستقيم، فهو رأس العلوم وأولاها بالإيثار والتقديم، لما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى رسول الله ÷
  أن رجلاً أتاه فقال: يا رسول الله، علمني من غرائب العلم؟ فقال ÷: «وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟ فقال الرجل: يا رسول الله، وما رأس العلم؟ فقال ÷: معرفة الله حق معرفته، قال: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال ÷: أن تعرفه بلا مثل «ولا شبيه»، وأن تعرفه إلهاً، واحداً، أولاً، آخراً، ظاهراً، باطناً، لا كفؤ له ولا مثل».
  وروينا عنه ÷ أنه قال: «الإيمان بضع وسبعون، أما أعلاه لا إله إلا الله وادناه إماطة الأذى عن الطريق».
  وروينا عنه ÷ أنه قال: «أفضل العلم لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء