معرفة الله تعالى واجبه
  المعصية، ولا يحسن منه فعل الطاعة واجتناب المعصية إلا بعد معرفة المطاع؛ لأنه لا يأمن أن يكون غير مستحق للطاعه قبل معرفته له، وجب عليه أن يعرف الله تعالى ليتوصل بذلك إلى دفع ضرر العقاب، فثبت الأصل الأول، وهو أن معرفة الله واجبة.
  ***
[٢] وأما الأصل الثاني: وهو أن النظر طريق إليها
  فالذي يدل على ذلك: أنه موصل إليها، وما يوصل إلى الشيء فهو طريق له، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:
  أحدهما: أن النظر موصل إلى معرفة الله تعالى.
  والثاني: أن ما يوصل إلى الشيء فهو طريق له.
  ١ - أما الأصل الأول: وهو أنه موصل إليه.
  فالذي يدل على ذلك: أن من نظر في دليل إثبات الصانع، حصل له العلم بتلك المسألة دون غيرها من المسائل، متى تكاملت له شروط النظر.
  وشروط النظر:
  أحدها: أن يكون الناظر عاقلاً؛ لأن من لا عقل له لا يمكنه اكتساب شيء من المعلوم.
  والثاني: أنه يكون عالماً بالدليل الذي ينظر فيه؛ لأن من لم يعلم الدليل لا يمكنه أن يتوصل بنظره إلى العلم المدلول عليه.
  والثالث: أن يكون عالماً بوجه دلالة الدليل؛ لأن من لم يعلم ذلك لم يحصل له العلم بالمدلول عليه.
  ومثال ذلك: المكلف متى عرف الدليل على الصانع، الذي هو العالَم، ثم علم وجه دلالة الدليل، وهو أن يعلم أنه إذا كان