(3) وأما الفصل الثالث: وهو الكلام في شروط الإمام، التي يجب كونه عليها،
  وعلى هذا المعنى يحمل قول النبي ÷: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية». والمراد بذلك أن يعرف الأوصاف التي يختص بها الإمام؛ لأنه متى عرف ذلك كان متمكناً من متابعة الإمام عند قيامه، بأن يختبره، فإن وَجَدَ هذه الشروط متكاملة فيه وجبت عليه متابعته، وإن وجدها غير متكاملة لم يلزمه متابعته، ولا يصح أن يحمل هذا الخبر، على أن الزمان لا يخلو من إمام، كما تدعيه الإمامية؛ لأنهم ادعوا ذلك لأجل النص، وقد أبطلنا دعواهم في ذلك.
  فمتى تكاملت هذه الشروط في الإمام، ودعى الخلق إلى طاعة الله تعالى، وجب عليهم متابعته ولزمهم إجابة دعوته.
  والدليل على ذلك قوله تعالى: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي الله وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٣١ وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِي الله فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ}[الأحقاف: ٣١ - ٣٢] فأمر سبحانه بذلك، وقد بينا أن الأمر يقتضي الوجوب.
  وقال النبي ÷: «من سمع داعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبّه الله على منخره في نار جهنم» وهذا غاية الوعيد والزجر، عن التخلف عن أهل البيت $.
  ويدل على وجوب طاعتهم قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩].
  ووجه الاستدلال بهذه الآية على ذلك: أن الله