(10) المسألة العاشرة أن الإمامة بعد الحسن والحسين @ فيمن قام ودعى من أولادهما
  تعالى أمر بطاعة أولي الأمر، وأولي الأمر هم الائمة من أهل البيت $ إلى يوم القيامة، لما قدمنا من الأدلة على حصر الإمامة، فيجب على كل مكلف أن يتمسك بكتاب الله وعترة نبيه ÷؛ لأنه متى تمسك بذلك أمِنَ من الضلالة.
  وذلك لما روينا عن علي # أنه قال: أيها الناس اعلموا أن العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم، في عترة نبيكم، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة هؤلاء؟، وهم مثلها فيكم، وهم الكهف لأصحاب الكهف، وهم باب السلم، فادخلوا في السلم كافة، وهم باب حطة، من دخله غفر له، خذوا عني حجة قالها في حجة الوداع: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
  وروينا عن النبي ÷: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض، كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض، أتى أهل الأرض ما يوعدون، كما أن النجوم إذا ذهبت من السماء، أتى أهل السماء ما يوعدون».
  وروينا عنه أيضاً أنه قال: «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى».
  وقد علمنا أن أمة نوح # هلكت، إلا من ركب معه في السفينة، وكذلك أمة محمد ÷ يجب أن تكون هالكة إلا من تمسك بكتاب الله وعترة نبيه ÷؛ لما قدمنا من هذه الأخبار.
  ***