وأما الفصل الثالث وهو أن النظر أول الواجبات
وأما الفصل الثالث وهو أن النظر أول الواجبات
  فالذي يدل على ذلك: أنه طريق إلى معرفة الله تعالى وهي متقدمة على ما سواها من الواجبات، وطريق الشيء يتقدمه، وهذه الدلالة مبنية على ثلاثة أصول:
  أحدها: أن النظر طريق إلى معرفة الله تعالى.
  والثاني: أن معرفة الله تعالى متقدمة على ما سواها من الواجبات.
  والثالث: أن طريق الشيء يتقدمه.
  ***
  (١) أما الأصل الأول: وهو أن النظر طريق إلى معرفة الله تعالى.
  فالذي يدل على ذلك قد تقدم بيانه.
  ***
  (٢) وأما الأصل الثاني: وهو أن معرفة الله تعالى متقدمه على ما سواه من الواجبات فقد تقدم بيانه حيث أنها لطف للمكلفين في القيام بما كلفوه، ومن حق اللطف أن يكون متقدماً على الملطوف فيه؛ لأن الغرض باللطف هو القرب من الملطوف فيه، فوجب تقدمه عليه، وصح قولنا إن معرفة الله تعالى متقدمة على ما سواها في النظر من الواجبات.
  ***
  (٣) وأما الأصل الثالث: وهو أن طريق الشيء يتقدمه. فذلك معلوم ضرورة فعلى هذه الطريقة يجري الكلام في الباب الأول.
  ***