(1) المسألة الأولى أن يعلم المكبف أن له ولجميع العالم صانعا
  وأما الموضع الثالث: وهو في الدليل على صحة ما نذهب إليه في كل مسألة منه:
(١) المسألة الأولى أن يعلم المكبف أن له ولجميع العالم صانعاً
  فنقدم الكلام في المسألة الاولى والكلام منها يقع في موضعين:
  أحدهما: في حكاية المذهب وذكر الخلاف.
  والثاني: في الدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهب إليه المخالف.
  (١) أما الموضع الأول: وهو في حكاية المذهب وذكر الخلاف فمذهبنا أن لهذا العالم صانعاً صنعه.
  والخلاف في ذلك مع الملاحدة والفلاسفة فإنهم ينفون الصانع.
  (٢) وأما الموضع الثاني: وهو في الدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه.
  فهو وجود هذه الأجسام، ووجه دلالتها على صانعها أنها محدثة، والمحدث لابد له من محدث، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:
  أحدهما أن هذه الأجسام محدثة.
  والثاني أن المحدث لا بد له من محدث.
  أما الأصل الأول وهو أن هذه الاجسام محدثه فالكلام منه يقع في موضعين:
  أحدهما: في حقيقة الجسم، والعرض، والمحدث، والقديم.
  والثاني: في الدليل على أن هذه الأجسام محدثة.
  أما الموضع الأول: فحقيقة الجسم: «هو الطويل العريض العميق» ومعناه المؤتلف طولاً وعرضاً وعمقاً.