الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(1) المسألة الأولى منها: أنه تعالى لا يشبه شيئا من المحدثات

صفحة 89 - الجزء 1

  وأما مسائل النفي فهي أربع:

(١) المسألة الأولى منها: أنه تعالى لا يشبه شيئا من المحدثات

  والخلاف في ذلك مع الحشوية، والكرامية.

  *أما الحشوية فإنهم يقولون: إن الله تعالى جسم وله أعضاء وجوارح، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

  *وأما الكرامية فإنهم يقولون: إن الله تعالى جسم وليس بطويل ولا عريض ولا عميق.

  أ - والدليل على صحة ما ذهبنا إليه، وفساد ما ذهبت إليه الحشوية: أن الله تعالى لو كان جسماً لوجب أن يكون محدثاً، ولا يجوز أن يكون محدثاً.

  وهذه الدلالة مبنية على أصلين:

  أحدهما: أن الله تعالى لو كان جسماً لكان محدثاً.

  والثاني: أنه لا يجوز أن يكون محدثاً.

  (١) أما الأصل الأول: فهو أنه لو كان جسماً لكان محدثاً.

  فالذي يدل على ذلك: هو ما بيّنا من أن الأجسام محدثة، فلو كان مشبهاً لها، لجاز عليه ما جاز عليها من التغيير والزوال، والتنقل من حال إلى حال؛ لأن من حق المثلين أن يشتركا في كل ما يجب أو يجوز أو يستحيل، مما يكون وجوبه وجوازه واستحالته راجع إلى الذات.

  وقد ثبت أن الأجسام يستحيل عليها القدم، ويجوز عليها الحدوث، فلو كان تعالى جسماً لجاز عليه الحدوث كما جاز عليها، ولاستحال عليه القدم كما استحال عليها، فثبت أنه لو كان جسماً لكان محدثاً.