الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

القسم الثاني مسائل النفي

صفحة 98 - الجزء 1

  وفي علمنا بوجود الشهوات والمشتهيات شيئاً بعد شيء، دلالة على أنه غير ملجأ إلى خلقها، فبطل أن يكون مشتهياً بشهوة محدثة.

  - ولا يجوز أن يكون نافراً بنفار محدث؛ إذ لو جاز عليه ذلك لجازت عليه الشهوة المحدثة، لأن من حق كل من يصح عليه صفة، ثبتت له لمعنى محدث، يجب أن يصح عليه ضدها (اذا كان لها خير).

  ألا ترى أن الجسم لما جازت عليه الحركة، جاز عليه ضدها وهو السكون، وقد بطل أن يكون الله تعالى مشتهياَ بشهوة محدثة، فبطل أن يكون نافراً بنفار محدث، فإذا بطلت هذه الأقسام كلها، ثبت أنه تعالى غني، لا تجوز عليه الحاجة، وإذا لم تجز عليه الحاجة، وقد ثبت أنه تعالى حي، وجب أن يكون غنياً، وهذا الدليل يدل على أن الله تعالى كان غنياً فيما لم يزل، ويكون غنياً فيما لا يزل، ولا يجوز خروجه عن هذه الصفات بحال من الأحوال.

  ***