(4) المسألة الرابعة: أن، الله تعالى واحد لا ثاني له يشاركه في القدم والاهية
  وأما المجوس: فإنهم يقولون بصانعين قديمين، يعبرون عن أحدهما بيزدان وهو ذات الباري تعالى عندهم، وعن الثاني بأهرمن وهو الشيطان عندهم، ومنهم من يقول بقدم أهرمن، ومنهم من يقول بحدوثه.
  ويقولون ما حصل من الخيرات وهي الذي تشتهيه النفوس فهو من يزدان، وما حصل من الشرور، وهو الذي تنفر عنه النفوس فهو من أهرمن.
  وأما النصارى: فإنهم يقولون إن الله تعالى ثالث ثلاثة، كما حكى الله تعالى عنهم في كتابه الكريم.
  (٣) وأما الموضع الثالث: وهو الدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه.
  فالذي يدل على ذلك: أنه لو كان معه قديم لوجب أن يكون مثلاً له، ولا يجوز أن يكون مثلاً له، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:
  ١ - الأول: أنه لو كان معه قديم ثان لكان مثلاً له.
  ٢ - الثاني: أنه لا يجوز أن يكون لله تعالى مثل.
  الأصل الأول: فالذي يدل على الأول: أن القدم صفة من صفات الذات، والاشتراك