(المسألة) الأولى منها: (في بيان) أن الله تعالى عدل حكيم
(المسألة) الأولى منها: (في بيان) أن الله تعالى عدل حكيم
  والخلاف في ذلك مع المجبرة، فإنهم يقولون: إن كل ظلم وجور وقع في العالم، فالله فاعله ومقدره.
  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه، وفساد ما ذهبوا إليه، يتضح بيننا في ثلاثة فصول.
  ١ - أحدها: أن الله تعالى لا يفعل القبيح.
  ٢ - والثاني: أن الله تعالى لا يخل بالواجب.
  ٣ - والثالث: أن أفعاله كلها حسنة.
  (١) أما الفصل الأول: وهو أن الله تعالى لا يفعل القبيح.
  فالذي يدل عليه: أنه عالم بقبح القبائح، وغني عن فعلها، وعالم باستغنائه عنها، فكل من كان بهذه الأوصاف فإنه لا يختار القبح.
  وهذه الدلالة مبنية على أربعة أصول:
  ١ - أحدها: أنه تعالى عالم بقبح القبيح.
  ٢ - والثاني: أنه تعالى غني عن فعلها.
  ٣ - والثالث: أنه تعالى عالم باستغنائه عنها.
  والرابع: أن كل من كان بهذه الأوصاف فإنه لا يختار القبح.
  ١ - أما الأصل الأول: وهو أنه تعالى عالم بقبح القبيح.
  فالذي يدل عليه: أنه عالم لذاته على ما تقدم بيانه، ومن حق العالم للذات أن يعلم جميع المعلومات، إذ لا اختصاص لذاته ببعض المعلومات