(٣) المسألة الثالثة عشر أن الله تعالى لا يثيب أحداً إلا بعمله ولا يعاقبه إلا بذنبه

  وهذا هو مذهبنا، والخلاف في ذلك مع المجبرة، فإنهم يجيزون أن الله تعالى يثيب من لم يطعه، ويعاقب من أطاعه، ومنهم من يقطع على أن الله تعالى يعذب أطفال المشركين بذنوب آبائهم.

  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه، وفساد ما ذهبوا إليه: أن المجازاة بالثواب والعقاب لمن لا يستحقها من جملة القبائح، والله تعالى لا يفعل شيئاً من جملة القبائح، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:

  أحدهما: بيان أن المجازاة بالثواب والعقاب لمن لا يستحقه من جملة القبائح.

  والثاني: ان الله، تعالى، لايفعل شيئا من القبائح.

  أما ان المجازاة بالثواب والعقاب لمن لايستحق ذلك من جملة القبائح.

  (١) فالذي يدل على الأول: أن المنافع ثلاث: عوض، وتفضل، وثواب.

  فحقيقة التفضل: «هي المنافع التي ليست بمستحقة».

  وحقيقة العوض: «هي المنافع المستحقة، من غير إجلال ولا تعظيم».

  وحقيقة الثواب: «هي المنافع المستحقة، على وجه