(9) المسألة التاسعة أن هذا القرآن محدث غير قديم
(٩) المسألة التاسعة أن هذا القرآن محدث غير قديم
  وهذا هو مذهبنا، والخلاف في ذلك مع الحشوية، والكرامية، والمطرفية.
  ١ - أما الحشوية فإنهم يقولون: إن هذا القرآن الذي بيننا هو قديم.
  ٢ - وأما الكرامية فإنهم يقولون: إنه محدث وليس بمخلوق.
  ٣ - وأما المطرفية فإنهم يقولون: القرآن الذي بيننا ليس بمحدث ولا قديم، وكذلك اعتقادهم في سائر الأعراض.
  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه، أدلة عقلية وسمعية.
  ا - أما العقلية: فهي أن القرآن لو لم يكن محدثاً لكان قديماً، ولا يجوز أن يكون قديماً، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:
  أحدهما: أنه لو لم يكن محدثاً لكان قديماً.
  والثاني: أنه لا يجوز أن يكون قديماً.
  فالذي يدل الأول: أنها قسمة دائرة بين نفي وإثبات، فلا يجوز دخول متوسط بينهما، وبيان ذلك أنا نقول: الموجود لا يخلو إما أن يكون لوجوده أول أو لا يكون.
  فإن كان لوجوده أول فهو المحدث.
  وإن لم يكن لوجوده أول فهو القديم.
  وقد ثبت أن القرآن موجود فلا يخلو من أحد هذين القسمين.
  والذي يدل على الثاني: أن القرآن لو كان قديماً، لوجب أن يكون مثلاً لله تعالى، لمشاركته له في القدم، الذي به فارق سائر المحدثات، وقد ثبت أن الله تعالى لا مثل له.