الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

وأما الباب الرابع وهو الكلام في مسائل الوعد والوعيد وما يتبعهما

صفحة 175 - الجزء 1

وأما الباب الرابع وهو الكلام في مسائل الوعد والوعيد وما يتبعهما

  فاعلم أنها تنحصر في عشر مسائل: -

المسألة الأولى

  (١) الأولى منها: إن من وعده الله سبحانه بالثواب من المؤمنين، فإنه متى مات مستقيماً على إيمانه، صار إلى الجنة لا محالة، ومخلداً فيها خلوداً دائماً في ثواب لا ينقطع.

  ***

المسألة الثانية

  (٢) والثانية: إن من توعده الله سبحانه بالعقاب من الكفار فإنه متى مات مصراً على كفره صار إلى النار لا محالة، ومخلداً فيها خلوداً دائماً في عقاب لا ينقطع.

  والكلام في هاتين المسألتين يقع في موضعين:

  أحدهما: في حقيقة الوعد والوعيد.

  والثاني: في الدليل على صحة ما ذهبنا إليه فيهما.

  ١ - أما الموضع الأول: فحقيقة الوعد: «هو الخبر عن إيصال النفع إلى الغير، في مستقبل الزمان من جهة المخبِر إلى المخبرَ».

  وحقيقة الوعيد: «هو الخبر عن إيصال الضرر إلى الغير، في مستقبل الزمان من جهة المخبِر إلى المخبرَ».

  ٢ - وأما الموضع الثاني: وهو في الدليل على صحة ما ذهبنا إليه في هاتين المسألتين.

  فالذي يدل على ذلك: أن النبي ÷ كان يدين بذلك ويخبر به، وهو ÷ لا يدين إلا بالحق، ولا يخبر إلا بالصدق.