الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(4) المسألة الرابعة أن أصحاب الكبائر فساقا

صفحة 180 - الجزء 1

(٤) المسألة الرابعة أن أصحاب الكبائر فساقاً

  إن أصحاب الكبائر من هذه الأمة كشارب الخمر والزاني وما جرى مجراهما يسمون فساقاً، ولا يسمون كفاراً ولا مؤمنين.

  وهذا مذهبنا، والخلاف في ذلك مع الخوارج والمرجئة.

  أ - أما الخوارج فإنهم يقولون: إن شارب الخمر وما جرى مجراه يسمون كفاراً.

  ب - وأما المرجئة فإنهم يقولون: إن شارب الخمر وما جرى مجراه يسمون مؤمنين.

  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه: أن الأمة قد اجمعت على تسميتهم فساقاً، والإجماع حجة.

  وهذه الدلالة مبنية على أصلين: -

  أحدهما: وهو أن الأمة قد أجمعت على تسميتهم فساقاً، أن الخوارج.

  والثاني: أن إجماعهم حجة ......

  ١ - فالذي يدل على الأول: أن الخوارج يقولون هو فاسق كافر ... والمرجئة (يقولون: هو فاسق مؤمن).

  وغيرهم من الأمة يقولون هو فاسق، ولا يطلقون عليه واحد من الاسمين، فصح وقوع الإجماع على تسميته فاسقاً.

  ٢ - والذي يدل على الثاني: وهو أن الإجماع حجة، قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً}⁣[النساء: ١١٥] فالله تعالى يتوعد من خالف سبيل المؤمنين بالنار، كما توعد من شاق الرسول بالنار، وذلك يقتضي وجوب متابعتهم وقبح مخالفتهم، كما اقتضى قبح مخالفة الرسول ÷ ووجوب متابعته.