الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(3) وأما الفصل الثالث: وهو الكلام في شروط الإمام، التي يجب كونه عليها،

صفحة 226 - الجزء 1

(٣) وأما الفصل الثالث: وهو الكلام في شروط الإمام، التي يجب كونه عليها

  والكلام منه يقع في موضعين:

  أحدهما: في أعدادها وتعيينها.

  والثاني: في الدليل على أن الإمام يجب كونه عليها.

أما الموضع الأول

  فاعلم أن شروط الإمام التي يجب كونه عليها ستة:

  ١ - أحدها: العلم بما تحتاج إليه الأمة في أمور دينها.

  ولن يتم ذلك إلا بأن يكون عالماً بالله سبحانه، وما يجب له من الصفات، وما لا يجوز عليه منها، وعالماً بعدل الله تعالى وحكمته، وصدق وعده ووعيده، وصدق نبيه ÷، وصحة ما جاء به، ويجب أن يكون الإمام عالماً بكتاب الله سبحانه، وما يشتمل عليه من الأوامر والنواهي، والمجمل والمبين، والخصوص والعموم، والناسخ والمنسوخ، والمحكم المتشابه.

  ويجب أن يكون عالماً بجملة من الأخبار المروية عن النبي ÷، المتعلقة بأصول الشريعة، والفرق بين ما يوجب العلم منها وما لا يوجبه، ويجب أن يكون عالماً بطرق من النحو واللغة، ليكون متمكناً من معرفة مراد الله بخطابه، وخطاب رسوله ÷، والفرق بين الحقيقة والمجاز، وعارف بوجوه القياس والاجتهاد، ليكون متمكناً من رد الفرع إلى الأصل، وهذا هو المراد بأصول الفقه.

  فيجب أن يكون عارفاً بذلك.