معرفة الله تعالى واجبه
  محدثاً فلابد له من محدث، فإنه متى نظر في ذلك حصل له العلم بالمدلول عليه، وهو صانع العالم.
  والرابع: أن يكون مجوزاً غير قاطع؛ لأن من قطع على صحة شيء أو فساده لم يمكنه أن ينظر فيه، فلولا أن النظر موصل إلى العلم لما وجبت فيه هذه القضية.
  ٢ - وأما الأصل الثاني: وهو أن ما يوصل إلى الشيء فهو طريق له فذلك معلوم ضرورة.
  ***
[٣] وأما الأصل الثالث: وهو أن لا طريق للمكلفين إليها سواه
  فالذي يدل على ذلك: أن ما يتوهم كونه طريقاً إلى معرفة الله لا يعدو أربعة أقسام:
  ١ - إما البديهة، ٢ - أو المشاهدة، ٣ - أو الأخبار المتواترة، ٤ - أو النظر والاستدلال.
  ولا تجوز أن تحصل معرفة الله إلا بالنظر والاستدلال.
  ١ - وإنما قلنا أنه تعالى لا يعرف بالبديهة؛ لأنه لو عرف بالبديهة لما اختلف العقلاء فيه، ومعلوم أنهم قد اختلفوا فيه، وهذه الدلالة مبنية على أصلين:
  ١ - أحدهما: أنه لو عرف بالبديهة لما اختلف العقلاء فيه.
  ٢ - والثاني: أنهم قد اختلفوا.
  ١ - أما الأصل الأول: وهو أنه لو عرف بالبديهة لما اختلف العقلاء فيه، فالذي