الباب الثاني الكلام في التوحيد
الباب الثاني الكلام في التوحيد
  فالكلام منه يقع في ثلاثة مواضع:
  ١ - أحدها: في حقيقة التوحيد.
  ٢ - والثاني: في قسمة مسائله.
  ٣ - والثالث: في الدليل على صحة ما نذهب إليه في كل مسألة منه.
  ***
  (١) أما الموضع الأول: فحقيقة التوحيد هو العلم بالله وما يجب له من الصفات، وما يستحيل عليه منها، ويدخل في ذلك العلم بنفي القديم الثاني.
  (٢) وأما الموضع الثاني: وهو الكلام في قسمة مسائلة.
  فاعلم أن مسائل التوحيد تنقسم إلى قسمين إثبات ونفي.
  فمسائل الإثبات ست:
  ١ - الأول منها: أن يعلم المكلف أن له ولجميع العالم صانعاً صنعه.
  ٢ - الثانية: أن يعلم أنه تعالى قادر.
  ٣ - الثالثة: أن يعلم أنه تعالى عالم.
  ٤ - الرابعة: أن يعلم أنه تعالى حي.
  ٥ - الخامسة: أن يعلم أنه تعالى سميع بصير.
  ٦ - السادسة: أن يعلم أنه تعالى قديم.
  ومسائل النفي أربع:
  الأولى منها: (باب يعلم) صح المكلف أن الله تعالى لا يشبه شيئاً من المحدثات.
  الثانية: أن يعلم أنه تعالى غني، لا تجوز عليه الحاجة إلى شيء أصلاً.
  الثالثة: أن يعلم أنه تعالى يرى بالابصار في الدنيا ولا في الآخرة.
  والرابعة: أن يعلم أنه تعالى واحد لا ثاني معه يشاركه في القدم والإلهية