الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(3) المسألة الثالثة: أن الله تعالى لا يرى بالأبصار في الدنيا ولا في الآخرة

صفحة 99 - الجزء 1

(٣) المسألة الثالثة: أن الله تعالى، لا يرى بالأبصار في الدنيا ولا في الآخرة

  وهذا هو مذهبنا، والخلاف في ذلك مع الحشوية، والأشعرية، وضرار بن عمرو.

  ١ - أما الحشوية فإنهم يقولون: إن الله تعالى يُرى بالأبصار لاعتقادهم أنه جسم.

  ٢ - وأما الأشعرية فإنهم يقولون: إن الله تعالى يُرى يوم القيامة رؤية غير معقولة، لا خلف ولا أمام ولا يمين ولا شمال، ولا فوق ولا تحت، ويراه المؤمنون دون الكافرين.

  ٣ - وأما ضرار بن عمرو فإنه يقول: إن الله تعالى يرى يوم القيامة بحاسة سادسة، غير هذه الحواس.

  أما الحشوية: فإنا لا نكلمهم في هذه المسألة؛ لأنهم يسلمون لنا أن الله تعالى إذا لم يكن جسماً لم يجز عليه الرؤية، ونحن نسلم لهم أنه لو كان جسماً لجازت عليه الرؤية، وإنما نكلمهم في نفي التجسيم، وقد تقدم بيانه.

  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه، وفساد ما ذهب إليه الآخرون وجهان: عقلي وسمعي.

  · الأدلة العقلية في نفي الرؤية:

  أ - فالعقلي: أن الله تعالى لو صح أن يُرى في حال من الأحوال لرأيناه الآن.