(4) المسألة الرابعة: أن، الله تعالى واحد لا ثاني له يشاركه في القدم والاهية
(٤) المسألة الرابعة: أن، الله تعالى واحد لا ثاني له يشاركه في القدم والاهية
  والكلام منه يقع في ثلاثة مواضع:
  أحدها: في حقيقة الواحد.
  والثاني: في حكاية المذهب وذكر الخلاف.
  والثالث: في الدليل على صحة ما ذهبنا إليه، وفساد ما ذهبوا إليه.
  (١) أما الموضع الأول: فحقيقة الواحد في اصطلاح المتكلمين «هو المتفرد بصفة الإلهية، على حدٍ لا يشاركه فيها مشارك، وهي كونه قادراً على جميع أجناس المقدورات، عالماً بجميع أعيان المعلومات حياً قديماً».
  (٢) وأما الموضع الثاني: فمذهبنا أن الله تعالى واحد، لا ثاني له يشاركه في هذه الصفات التي قدمنا ذكرها.
  والخلاف في ذلك مع الثنوية والمجوس والنصارى.
  أ - أما الثنوية: فإنهم يقولون بصانعين قديمين:
  أحدهما: الظلمة.
  والثاني: النور، ويقولون كل ما حصل من خير، وهو الذي تشتهيه النفوس، فهو من النور بطبعه، ولا يقدر عندهم على فعل الشر.
  وكل ما حصل من شر، وهو الذي تنفر عنه النفوس، فهو من الظلمة بطبعها ولا تقدر على فعل الخير.