الرد على الروافض من أهل الغلو،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

صفحة 548 - الجزء 1

  فإن زعموا أن الحسن والحسين هما مشتركان في هذا الأمر، وورثا عليا جميعا، فقد تركوا قولهم، ودعواهم بالوصية، إذا كانا مشتركين في هذا الأمر، فمن قام به فهو صاحبه.

  فإن زعموا أنه ليس للحسين أن يقوم في وقت حسن، فقد قطعوا الأمر من الحسين في زمان الحسن، لأن طاعة حسن واجبة على حسين، وقد حاز الأمر الحسن دون الحسين، وورثه ابنه الحسن بن الحسن.

  فإن قالوا: لا يرث حسن بن حسن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وحسين قائم؛ لأن الحسين أقعد برسول الله ÷، فمن كان أقرب برسول الله ÷ (وأقعد فهو أولى برسول الله ÷ لقوله: {وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ}⁣[الأنفال: ٧٥، الأحزاب: ٦]. وإنما هذه الآية يعني بها أرحام رسول الله ÷). وحسين أقرب رحما برسول الله # من حسن بن حسن.

  يقال لهم: قد بطلت دعواكم في صاحبكم، لأنه ليس في جميع آل أبي طالب أبعد رحما من صاحبكم، لا يلحق برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا بثمانية آباء، وصاحبكم التاسع، وفي ولد فاطمة من هو أقرب برسول الله ÷ منه، من ليس بينه وبين النبي إلا أربعة آباء، أوليس هذا أقرب رحما، وأقرب قرابة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، (من الذي زعمتم، فليس لصاحبكم مع هذا أمر ولا نهي؛ لأن هذا أقرب قرابة برسول الله ÷). وأقعد، فهذا أبطل لدعواكم.

  فإن زعمت الروافض أن الحسن بن الحسن كان صبيا، وحسين بالغ، ولا يكون إمام المسلمين إلا بالغا، فصدقتم. يقال لهم أخبرونا عن صاحبكم علي بن موسى حين