الرد على الروافض من أهل الغلو،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[صفة الإمام]

صفحة 555 - الجزء 1

  أو محمد بن علي، أو غيرهم ممن دعا إلى الله، الذين لم نختلف فيهم إذ كانوا أئمة؟ وجعل الله فيهم ذلك، أو هل طلبوا ما ليس لهم من أموال الناس غيرهم؟ أو هل أظهروا المعصية بالتقية؟ استبقاء على أنفسهم ومخافة على دمائهم؟ أو ليس صبروا على أمر الله؟ وقاموا بحق الله، حتى قتل بعضهم، ونشر بعضهم، وأحرق بعضهم، وأغلي بعضهم في القدور، ودفن بعضهم أحياء، وغرّق بعضهم في البحار، وسمّر بعضهم بالمسامير، وعذبوا بألوان العذاب؟! فما كان يمنعهم أن يظهروا التقية فينجوا من أعداء الله، إذا كانت التقية من المخلوقين دينا على ما وصفتم؟! وقد قال تبارك وتعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}⁣[هود: ١٠٩]. وهل الركون إليه إلا الاتباع له على ما يريد، وتصديقه من وجهة ما يقول، وسكناه معه في داره على غير منابذة، وهو على غير الدعاء إلى الله وطلب الجهاد، وقد قال الله تبارك وتعالى يصبّر المؤمنين على ما يصيبهم فيه سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا