الرد على الروافض من أهل الغلو،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[صفة الإمام]

صفحة 576 - الجزء 1

  فيا سبحان الله! أو ليس يكفي دون ما وصفنا لمن وهب الله له أدنى فهم، واستقر في قلبه أدنى إيمان، أن يعرف اختلاف قولكم، وتكذيب دعواكم، وعيوب ما أنتم فيه من باطلكم، ولكن الله يهدي لدينه من يشاء.

  زعمتم [أنه] يخبركم لمعرفته بقبولكم، ويكتم غيركم لمعرفته بجحودهم، فسبحان الله ما أبين هذا الفعل أنه مضاد لفعل رسول الله ÷؛ إذ زعمتم أن صاحبكم يقوم مقام رسول الله ÷، ويهدي بهدي رسول الله #، ويفعل أفاعيل رسول الله صلى الله عليه وآله، أفهكذا كان فعل رسول الله # أن يكتم بعضا، ويخبر بعضا؟! أو أخبر الجميع؟ قبله من قبله، وعصاه من عصاه.

  فإن زعمتم أنه أخبر بعضا وكتم بعضا، فقد عظم فراؤكم على رسول اللهصلى الله عليه وآله، وزعمتم بأنه لم ينصح العباد إذ نصح قوما دون قوم، وزعمتم بأنه لم يبلغ رسالات الله إلا قوما دون قوم، ويلكم كيف وقد قال الله لنبيه أن يبلغ الناس لقوله: {إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً}⁣[الأعراف: ١٥٨]. ولقوله تبارك وتعالى: {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}⁣[المائدة: ٦٥]، فوعده أن يحفظه ممن كان يحذره رسول الله ÷، فأبلغ الثقلين الجن والإنس عامة كافرهم ومؤمنهم، فقبل من قبل، وعصى من عصى، فكان حجة لمن قبل، وحجة على من عصى، وكذلك أهله. وبدون هذا يكتفي المؤمن.

  وأول من حاز الوصية وادعا علم آدم قوم يقال لهم الإبراهيمية، وجعلوا الوصية وراثة من أب عن أب، وهم من الهند، وهم سادات البلاد، وزعموا أن آدم أوصى إلى