الرد على النصارى،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[مذاهب النصارى المختلفة]

صفحة 407 - الجزء 1

  فقالت فيه الروم، وهو قولها المعلوم: إن الأقنوم الإلهي الذي لم يزل موجودا، ومن قبل الدهور من الأب مولودا، أنزل إلى مريم العذراء فأخذ منها طبيعة بغير أقنوم فكان لطبيعتها أقنوما، فعمل بطبيعتها التي أخذ منها كل ما كان لها في طبيعتها معلوما، فنام كما كانت تنام نومها، وإن لم يكن أقنومه أقنومها، وفعل من أفعال طباعها فعلها، وإن لم يكن أصله في الناسوت أصلها. قالوا: فعمل بطبيعتها فكان المسيح إنسانا تاما بطبيعتين، وإن كان أقنوما واحدا لا اثنين، والمسيح فهو ابن الله الأزلي المولود، وعمل الطبيعتين جميعا فهو فيه موجود. قالوا: فإذا سرّ أو بكى، أو ضحك أو اشتكى، - وكلهم يقر ولا يشك، أن قد كان يبكي ويضحك - فكل ما