[المذهب الجامع للنصارى]
  الابن بذلك له، لكي لا يحترس الشيطان منه، فلا ينفذ فيه مكره.
  قالوا: فلما غلبت على الناس الخطية، وحلت بها فيهم البلية، واستبان لآدم زعموا ما فعل الشيطان به، وما كان من غروره إياه وخديعته له، خدع عند تلك الابن الشيطان بمكره، فبلغ فيه ما أراد من أمره، فاستخرج آدم وجميع ولده، من سلطان الشيطان ويده. قالوا وذلك كله فإنما كان الابن يبذل نفسه للصلب، ولما لقي من الأذى قبله والنصب، إحسانا من الابن إلينا وكرما، ورأفة من الابن بنا ورحما.
  قالوا: فاشترى الابن البشر من أبيه، بما وصل من الأذى والصلب إليه، وذلك زعموا أن أباه لم يكن في حكمه وعدله، أن يظلم الشيطان ما جعل له من آدم وولده، إن صاروا إلى طاعة الشيطان وأمره، لأنه قال للشيطان فيما يزعمون من المقال: كل من اتبعك فهو لك.
  قالوا: فلذلك اشترانا الابن من أبيه بالعدل، وغلب الشيطان على ما كان في يده منا بالمكر. فلما استخرج آدم ونفوس الرسل والأنبياء، صعد بعد فراغه من معاملة الشيطان إلى السماء، بعد أربعين يوما مرت به، بعد الذي كان من صلبه. قالوا: فجلس عن يمين أبيه تاما بكليته وجسده وجميع ما فيه من اللاهوت والناسوت، وكل ما كان فيهما ولهما من النعوت.
  قالوا: وسينزل أيضا مرة أخرى، فيدين الأحياء والأموات عند فناء الدنيا. قالوا: ولذلك آمنا بالأب والابن وروح القدس. قالوا: والأب فهو الذي خلق الأشياء بابنه،