[قواعد للحوار]
  ومنها قول فيلبس لسائل سأله، إذ قال له عند مسألته عنه، هو ذلك الذي ذكره موسى في التوراة، ونسبه صلى الله عليه فيها وسمّاه، فقال: يسوع بن يوسف، يعرف هذا منكم كل عارف.
  ومنها أيضا: شهادة يحيى التي تدل على أن معنى البنوة والولادة، إنما هو معنى المحبة والولاية والعبادة، إذ يقول: أما أولئك الذين قبلوا قوله، وسلموا فيما سمعوا منه له، فلم يولدوا من اللحم والدم، ولا من مزاج المرة والبلغم، ولكنهم - زعم - من الله ولدوا، وأعطوا من كرامة الله ما رضوا وحمدوا. فتأويل هذا ومثله إن كان صدق فيه، فإنما هو على ما يصح أن يكون عليه، لا على ما يستحيل في الألباب والعقول، ويفسد ويتناقض من القول في التأويل، من أن يكون الرب عبدا، والوالد مع ولادته ولدا، وذلك أجهل الجهل، وفي ذلك المكابرة للعقل.
  أما سمعوا قول الملائكة لمريم، صلى الله عليهم وعليها وسلم، عند ما صاروا به من البشارة بولادتها، للمسيح ابنها: (تلدين ابنا) ولم يقولوا: تلدين ابن الله، وقالوا: (يدعا