العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تنبيه

صفحة 27 - الجزء 1

  من أشار إليه وتوهمه كل معروف بنفسه مصنوع وكل قائم سواه معلول {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}» وروي أن مسروقاً أتى عائشة فقال لها: هل رأى محمد ربه؟

  فقالت: ياهذا لقد قف شعري مما قلت ثم قالت ثلاث: من حدثك بهن فقد كذب من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله ø، ثم قرأت: {لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ}⁣[الأنعام: ١٠٣] ومن حدثك أنه يعلم ما في غدا فقد كذب ثم قرأت: {وَما تَدري نَفسٌ ماذا تَكسِبُ غَدًا}⁣[لقمان: ٣٤]، ومن حدثك أن محمد كتم شيئاً من الوحي فقد كذب ثم قرأت: {يَا أَيُّهَا الرَّسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ}⁣[المائدة: ٦٧] الآية.

  وقال أمير المؤمنين #: «لا تحويه الأماكن لعظمته ولا تدركه الأبصار لجلالته ..» الخ.

  هذا وأما الحديث الذي رواه أبو هريرة: «سترون ربكم كالقمر ليلة البدر» فقد فسره الأثبات بتعرفونه وتعلمونه إن صح ولكنه حديث غير صحيح متناً وسنداً.

  أما المتن فهو يقتضي التشبيه الممنوع عقلاً ونقلاً. لأن فيه كاف التشبيه.