العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

أفعال العباد

صفحة 34 - الجزء 1

  ذلك مُسَارٍ لانكار وجوده، يشهد لذلك بديهة العقل.

  ولا يمكن العاقل أن ينكر صدور الفعل الاختياري من فاعله إذ ذلك مشاهد بالضرورة يحكم بذلك الصبيان ينسبون ذلك إلى فاعله ويشتقون اسم فاعله فيقولون ضارب وقائم وداخل وخارج ويمدحون على الحسن منها ويذمون على القبيح منها وقد يحاول إرضاء شخص بفعل أو بأن يغصبه وقد يحاول طلب رزق فيفوته فيتخذ وسيلة أخرى وينظر ثانية فيعاود العمل بطريقة أقوم من الأولى وقد يشتد غيظه على من حال بينه وبين ما يشتهي فينبري لمناضلته وقد يفوز بفعل يمدح عليه وقد يصدر عن ذلك قوة غيره فيعرف أن هناك قدرة وراء تدبيره فالمؤمن كما يشاهد بالبديهة أنه في أعماله الاختيارية يتصرف فيها كما يريد من إقدام وإحجام.

  قال العلماء في حقيقة الشكر: هو صرف العبد جميع ما انعم الله عليه إلى ما خلق لأجله.

  وعلى هذا قامت الشرائع واستقامت التكاليف ومن أنكر شيئاً من ذلك فقد كابر عقله الذي شرفه الله به لفهم الخطاب في أوامره ونواهيه.