أفعال العباد
  أن القرآن الكريم صرح بنسبة الفعل إلى فاعله خلافاً لما قضت به المجبرة الغوية من الجهمية والأشعرية التي هي في أقوالها وضلالها عمية فإنها كابرت عقولها وأنكرت الضرورة فجحدت أفعالها وحكمت بخلاف المعلوم وجعلت المشاهد كالموهوم فنسبت أفعالها وتصرفاتها إلى الله الحي القيوم ونزهت أنفسها ونسبت القبائح إلى ذي العزة والجلال اقتداء بالشيطان واحتذاء بمقالة الشجرة الملعونة في القرآن واتباعاً للهوى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}[القصص: ٥٠].
  واعلم أنه يلزمهم أبطال التكاليف العقلية وهدم الشريعة المحمدية وإبطال النبوات وعبث الأوامر والنواهي الإلهية وفي هذا ما يكفي في الرد عليهم.
  نتساءل معهم فنقول: المخترع من الأعمال الهندسية ومن الأعمال المخترعة بالأفكار التي يفوزون بها على غيرهم ويعطون الجوائز على عملهم أهو عملهم؟ أو هو من غيرهم ولِمَ يعطون الجوائز ويمدحون على ذلك؟ ولو قلت للمخترع هذا ليس فعلك ولا استخرجته بتفكيرك لغضب عليك واستجهلك وذلك غلط عليهم قطعاً.