التفكر في المخلوقات هو الدليل للمعرفة
  قانون بدائي عند الذي يؤمن بمبدأ السببية إيماناً عقلياً لا يحتاج إلى إكتساب دليل، لأن الفطرة الإنسانية السليمة لتدرك إدراكًا مباشراً أن لها ربا عظيماً صانعاً حكيماً موجوداً قادراً. {فَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنيفًا فِطرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النّاسَ عَلَيها لا تَبديلَ لِخَلقِ اللَّهِ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ}[الروم: ٣٠].
  وإن من أهم وسائل المعرفة وعليها مدارها هو التفكر العقلي والتدبر في الكون وما اشتمل عليه من بدائع الحكمة. لقد أعطى العاقل آلة هي أفضل شيء في الإنسان وهي العقل فإذا لم يستعملها فيما خلقت لأجله فهو أبعد شيء في المخلوقات وأقل قيمة من جميع الحيوانات؛ لأن الإسلام يطلب من العقل أن ينهض من رقاده ويفيق من سباته فهو يدعوه إلى التفكير والتدبر في المخلوقات، وبذلك يصل إلى معرفة الله التي هي أجل المعارف وأفضلها، ولذلك ورد (أن التفكر جوهر العبادة) (والتفكر ساعة أفضل من عبادة ستين سنة) ولأنه