القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

التفكر في المخلوقات هو الدليل للمعرفة

صفحة 20 - الجزء 1

  ينمو بالعبادة ويزكيها.

  وحقيقة التفكر هو: إجالة الفكر في المخلوقات مع التدبر في ماهية المصنوعات، وما فيها من التركيب المحكم، وما اشتملت عليه من أصناف المحدثات.

  والقرآن يوجب على العباد التفكر إيجاباً محتماً لازماً، لأنه لا يبلغ إنساناً مؤمناً عاقلا إلا به، وإذا لم يتفكر ويتدبر أصبح من أجناس البهائم بل أبعد لا يفرق بين حسن وقبيح فتعطيل العقل عن وضيفته يهبط بالإنسان في مستوى دنيء أرذل من مستوى الحيوانات حتى يحول بينه وبين النفوذ إلى الحقائق في الأنفس وفي الآفاق قال تعالى: {وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرونَ بِها وَلَهُم آذانٌ لا يَسمَعونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الغافِلونَ}⁣[الأعراف: ١٧٩] للتباعد عن هذا المستوى يقول الله جل وعلا: {أَوَلَم يَتَفَكَّروا في أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ