القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

وسائل الإيمان والمعرفة

صفحة 23 - الجزء 1

  وراغب، إن الله سبحانه إذا أرسل إلى عباده رسولاً وأمرهم بطاعته واتباعه وجب أن يعززه ويؤيده بالأدلة القاطعة على نبوته، فبالأحرى إذا دعاهم إلى الإعتراف بربوبيته أن يفتح لهم أبواب العلم بها ويمهد السبل إلى معرفتها، وقد يسر الله سبل الإيمان به حتى كادت تلحق بالبديهيات للذين لم ينحرفوا عن جادة العقل السليم والفطرة الصافية، ولا تنحصر هذه السبل بأدلة المتكلمين والفلاسفة بل يجدها الناظر في العالم بجملته، وفي نفسه، وفي الجماد والنبات والحيوان، وفي كل ذرة في الأرض والسماء وفي كل خلية وجزء من جسم الحيوان، وفي كل حي يجد هذه الأدلة كل إنسان سواء كان عالماً أم جاهلاً، صالحاً أم غير صالح طالحا أم غيره على شريطة أن يكون من طلاب الحقيقة لا من مدعيها جهلاً وغروراً، ومن هنا ولأجل توافر الأدلة والبراهين على وجود الخالق لا عذر عند الله ø لمن يجحده وينكره كائناً من كان لأنه الذي قصر عن النظر، لأنه إما أهمل النظر أو نظر نظرة غير كاملة فهو غير معذور لوضوح الحجة وبيان أنوار