المحجة فلا يضل فيها ذو عقل إلا بسبب التقصير في النظر.

  ولله القائل:

  تحيرت الألباب والفكر والبصر ... وبان طريق الغي في واضح الفكر

  وقد أوضح الله المحجة والهدى ... سماء وأبراج كذا الشمس والقمر

  نجوم وآيات ونور وظلمة ... وفي النفس آيات من السمع والبصر

  وكم آية في عالم الأرض لو نظر ... فلا عذر مقبول إذا جاء واعتذر

  فما عذر من أغظى ومال عن الهدى ... إذا ما رأيت الغافلين عن النظر

  قال تعالى: {وَأَمّا ثَمودُ فَهَدَيناهُم فَاستَحَبُّوا العَمى عَلَى الهُدى فَأَخَذَتهُم صاعِقَةُ العَذابِ الهونِ بِما كانوا يَكسِبونَ}⁣[فصلت: ١٧] وانظر ما قال الله تعالى في عُبَّاد الأوثان {قُل أَرَأَيتُم ما تَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ أَروني ماذا خَلَقوا مِنَ الأَرضِ