القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

صفات الله تعالى

صفحة 26 - الجزء 1

  وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ}⁣[الشورى: ١١] فهذا دليل عقلي كما طلب السائل.

  فامتناع تصوره عقلي، ولا يجوز عليه التصور قطعاً لأنه لوجاز ذلك لشارك المحدثات ولزم أن يكون محدثاً تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً.

  وكذا نقول أنه لا يحويه مكان، ولا يجري عليه زمان لهذه العلة لأنه يلزم أن يشارك المحدثات في الإحتياج إلى الجهة والمكان ومرور الزمان، ولا يلزم من هذا محال لأنه قد تحقق أنه كان قبل خلق الزمان والمكان، وإذا لم نعرف كنه ذاته وجهلناها فلا يلزم أنا قد جهلناه؛ لأنا قد عرفناه بما وصف به نفسه في القرآن ويجب أن نقطع بهذه الصفات ولولم نعرف كنه تحقيقها لأن جهل بعض ما يترتب عليه الذات مع الجهل بكنه الذات لا يضر، بل الواجب الإيمان بذلك والوقوف حيث أوقفه الله كما قال بعضهم: (العجز عن دراك الإدراك إدراك)، وهذا هو الواجب، وما الجنس البشري عند