القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

السؤال الأول أين الحكمة في الخلق مع التعذيب وهو أحكم الحاكمين

صفحة 7 - الجزء 1

  فهو يمنع من تصور الله تعالى وهو دليل على عدم التلازم.

  وأما العقل فكذلك لا يقضي بتصور الخالق بل يقضي بأنه لا يتصور إلا المحدث من جسم أو عرض، ومع أن العقل يؤمن بالمغيبات، ومنها ما يتصور ومنها ما لا يتصور، فما كان له صفة يعرفها العقل تصور ذلك، وما لم يكن له صورة معروفة فلا يتصورها كالجنة والنار وغير ذلك، وكالملائكة، وأن تصور شيئا من ذلك فذلك على صورة التهجم، والتبخيت على أنه خلاف ما نتصوره، فالملائكة والجن لها صور لا نعرفها وقد يتصور الإنسان شيئا على ما ينقل إليه من صفة الغائب الذي لا يعرفه وهذا شيء مفهوم ومن أجل ذلك وقع النهي عن تصور ذات الله، وإن وصف بالقدرة والعلم والحياة والوجود وغيرها لما يأتي، ولأنه على خلاف ما يتصوره المتصورون؛ لأن كنه ذاته لا يبلغ معرفتها عقل ولا غيره لأنه جل وعلا لم يخلق لنا إلا عقولا قاصرة قد عجزت عن تصور بعض المحدثات فضلا عن القديم الواجب الوجود جل وعلا، فالله فوق ما يتصوره المتصورون، فلا