القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

السؤال الأول أين الحكمة في الخلق مع التعذيب وهو أحكم الحاكمين

صفحة 8 - الجزء 1

  مجال للعقول أن نتصوره لأنه فوق ذلك وأبعد من ذلك، والعقول في حد ذاتها قاصرة جعلها الله لنا لأن نعرف بها ما يصلح ديننا ودنيانا فقط، وهي محصورة محدودة عجزت عن معرفة الروح، وهو كذلك غير معروف للإنسان فقد عجز الإنسان عن معرفة الروح وعن معرفة بعض ما اشتمل عليه، والله أمرنا أن نؤمن بالغيب ونصدق به، ومدح الذين يؤمنون بالغيب كما قال تعالى: {الَّذينَ يُؤمِنونَ بِالغَيبِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ}⁣[البقرة: ٣] إلى قوله تعالى: {أُولئِكَ عَلى هُدًى مِن رَبِّهِم وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ}⁣[البقرة: ٥] ونهانا جل وعلا عن التفكر في الله قال ÷: «تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فإنكم لن تقدروا قدره». الحديث، وهذا يفيدنا أنا لا نقدر على ذلك وليس لنا احتمال ولا قدرة توصلنا إلى أن نقدر الله حق قدره ونعرف كنه ذاته.

  وروي هذا الحديث بلفظ آخر «تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق» أخرجه الإمام القاسم بن محمد