السؤال الرابع الحكمة في الخلق وجوابه
  أن يكون للنفع أو للضرر الثاني باطل لأنه ظلم والظلم قبيح وقد ثبت أن الله لا يفعل القبيح لقبحه ولاستغنائه عنه فثبت أنه للنفع للمخلوقين وأنه مما يعود نفعه عليهم، وهذا جواب إجمالي.
  وأما التفصيلي فالله خلق الخلق كلهم من حيوان وجماد وغير ذلك، فأما خلق الجماد فلكونه نعمة على الحيوان جسما كان أو عرضا فالأجسام ظاهرة وأما الأعراض فما كان من الأعراض في الجماد كالروائح والطعوم والألوان ففي ذلك من جلائل النعم على الحيوانات ما لا يخفى حتى قيل: لولا الأعراض لما عظم موقع الإنتفاع بالأجسام وكذا الحياة والشهوة والعقل هي من الأعراض.
  وأما الحيوان فمكلف وغير مكلف خلقه الله لنفع نفسه ولما يتفضل به عليه من المنافع الدنيوية، وقد يكون في بعض الحيوانات من مكلف وغيره نفع لغيره تبعاً لنفع نفسه.
  وغير المكلفين من الأحياء قد يكون الغرض المهم