القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

السؤال الأول أين الحكمة في الخلق مع التعذيب وهو أحكم الحاكمين

صفحة 10 - الجزء 1

  لمن فعل ذلك ناراً لا تطفأ أبدا).

  هذا واعلم أن أعظم دليل يدلنا على الله هو حدوث هذا الكون الذي يدلنا على أن له محدثا، وكلما تقدم العلم أكثر أعطانا الدليل بشكل أدق وأعمق وأكثر إقناعا إذ وضوح الدلالة وتعاضدها لا تبقي مجالاً للشك والأوهام، وأن العقل الذكي والفكر الصافي الصحيح المبرأ عن الغرض السقيم يوصل حتما إلى الله تعالى، ويوقفه خاشعاً أمام الشعور الغامر بعظمة الله وجلاله، ومعرفة الله تعالى مركوزة في كل طبع، واسمه الكريم معروف في كل لغة على اختلاف الأجناس والألسنة، لم يصرف الأفئدة والأفكار صارف عن هذه الحقيقة الواحدة.

  إن المعرفة المتصلة لم تأخذ إمتدادها الكامل ولم تبرأ من الأوهام وتبعد عن الأهواء إلا عندما يتلقاها الإنسان مصفاه من ينابيع الوحي، وحين يسمع الآيات تتلى عليه وقد أوضح القرآن الكريم بالقدر الضروي الذي يسد حاجتنا في هذا المقام فوصف الإله ذاتاً متصفة بالعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر وغير ذلك من صفات