القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

العقل ودوره في أصول الدين

صفحة 34 - الجزء 1

  على أن حكمة الله قد قضت أنه لا نجاة للمكلف إلا بالتكليف وقبول التكليف، وإذا كان لا نجاة له إلا بالتكليف حسن التكليف قطعاً كالغريق في الماء إذا كان لا يمكنه التخلص إلا بإدلاء الحبل له لينقذ نفسه ليستمسك بالحبل فإذا فعله له إنسان وأدلى إليه الحبل ولم يقبله فإن إدلاء الحبل حسن قطعاً، وترك الغريق الإستمساك مذموم قطعاً و فاعل ذلك محسن قطعاً ولو علم أنه لا يقبل فتأمل ذلك والله الموفق.

العقل ودوره في أصول الدين

  واعلم أن أصول الدين هو علم فيما يتعلق بمعرفة الله وتوابعها، وأكثر أدلة هذا العلم عقلية وإنما السمع مؤكد أو مثير لدفائن العقول ودلالة العقل هي أقوى الأدلة، وطرقه التجارب والتمثيل والمقايسات ولذا كانت أدلة أهل المنطق من طريق العقل بهذه الوسائل، وجعلوا منها ما يفيد اليقين وما يفيد الظن وإلى آخره، ففي أصول الدين كان للعقل مدخل لأنا نعلم به مفردات جزئية بطريق