الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال
  قولها. أما الرابع فإنه أخطأ في جميع خبره لأنه صدق مسيلمة الكاذب وكذب النبي الصادق ÷ فأخذ الخطأ من قول كل فرقة وترك الصواب من قولها. فالأول الذي أضاف الصدق إليهما جميعا هو مثال المجبرة لأنهم أضافوا جميع الأفعال إلى الله سبحانه. والثاني الذي نفي الصدق عنهما جميعا هو مثال الملحدة لأنهم نفوا الأفعال كلها عن الله سبحانه. والثالث الذي أثبت الصدق لمحمد ÷ وأثبت الكذب لمسيلمة فهو مثال أهل البيت $ وعلماء أهل العدل لأنهم أضافوا إلى الله سبحانه فعله الذي مختص عنه وأضافوا إلى الخلق فعلهم الذي لا شبهة فيه فأصابوا في الأمرين جميعاً وأخذوا من كل مذهب أطيبه. والرابع الذي أثبت الصدق لمسيلمة الكاذب والكذب للنبي الصادق ÷ هو مثال المطرفية المبتدعة لأنهم قلبوا الأمور جميعاً فنفوا عن الله تعالى فعله الذي صدر عنه وأضافوا إليه فعل خلقه الذي يبرأ منه فأخطأوا في الأمرين جميعاً وصاروا بمنزلة من صدق الكاذب وكذب الصادق. وعكسوا الحكمة وقلبوا القضية. ونفوا ما وجب إثباته وأثبتوا ما وجب نفيه. وكذلك من زاغ قلبه حسنت عنده السيئة و ساءت عنده الحسنة وتنكر بمكر الضلالة فبان ما ذكرناه أنا لم نسمهم بهذه التسمية مجازفة في القول ولا متابعة للهوى ولا ميلاً عن طريقة الحق والنصفة. ولاشك في أنهم زادوا في التجاهل على كل ما تبلغه الأفهام ولا يظن عاقل أن أحداً من الناس يبلغ إليه واهتدوا من الضلالة إلى ما لم يهتده إليه بشر. وإن كانت الرسالة الكبيرة قد احتوت على خمس عشر خصلة سوى هذه الخصال ذهب إليها المطرفية ولم يذهب إليها غيرهم من الزيدية، ونحن الآن نعيد ذكرها هاهنا على سبيل الاختصار ليكون عبرة لأولي الأبصار.
  الأولى: منها قولهم أنه يجب على الله تعالى أن يساوى بين عباده في ستة