الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال

صفحة 58 - الجزء 1

  أشياء وهي الخلق والرزق والموت والحياة والتعبد والمجازاة فيقضون عليه تعالى بوجوب ماهو بفعل منه لا متفضل بالخلق والرزق وما يتبعهما وهذا غاية الجهل منهم.

  والثانية قولهم: أن الله سبحانه قد ساوى بين خلقه في هذه الأشياء وإن كانت العيان تشهد بخلاف ذلك.

  والثالثة قولهم: أن الله سبحانه لم يتعمد كثيراً من خلقه بل حصل منه من غير قصد ولا اعتماد. ويجعلون الله تعالى في حكم المخطئ تعالى عن ذلك.

  والرابعة قولهم: أن كثيراً من أفعال الله سبحانه ليس بحكمة ولا صواب نحو مرض الأجساد وموت الأولاد وفساد الثمار وما أشبه فيخرجون بذلك الله سبحانه عن أن يكون حكيماً في جميع أفعاله.

  والخامسة قولهم: أن عقل الإنسان هو قلبه الذي هو بضعة لحم في جوفه وليس هو العلم الضروري الذي خلقه الله تعالى في القلب فيلزمهم أن يكون النائم عاقلاً وكذلك المجنون لوجود القلب فيهما.

  والسادسة قولهم: أن الله تعالى لم يرزق أحداً من العصاة وأنهم مغتصبون لجميع مافي أيديهم من الأموال التي تحصل لهم بالزراعة والتجارة وغير ذلك من التصرفات وأن جميع ذلك ليس برزق لهم فيجحدون نعمة الله ويسقطون عن العصاة فريضة الشكر والعبادة.

  والسابعة قولهم: أن حسنات العاصي معاصي يؤاخذ بها نحو صلاته وصومه وزكاته وحجه وغير ذلك فهو جبور للمساواة بين الحسنة والسيئة والله تعالى يقول: