الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال

صفحة 52 - الجزء 1

  أن [من] نسب ذلك إلى ابن ملجم يقضي بأنه فعله فقد افترى إثماً عظيماً. ومعلوم أنهم لو قلبوا القصة لأصابوا الصواب ووافقوا أهل البيت $ وكافة أهل العدل، أو لو وافقوا الملحدة في نفي ذلك كله عن الله أو [وافقوا] المجبرة في إضافة كل ذلك إلى الله لكانوا قد أصابوا في نصف المسالة كما تقدم، ولكنهم قوم يجهلون.

  والرابعة أن المسلم إذا أصابه وجع في رأسه و صداع أشد فتألم به فإن المطرفية تنفي ذلك عن الله سبحانه أبلغ النفي وتسخر ممن يضيفه إليه تعالى، وتزعم أنها تنزهه عن ذلك. فإذا اجتمع جماعة من البغاة فصكوا رأس ذلك المسلم بالنعال الطرية والربض الغليظة قالت المطرفية حينئذ أن جميع الوجع الحاصل في رأسه عند صك النعال فعل الله وحده لما ذكروا من أن فعل العبد لا يعدوه، ولا إشكال في أنهم لو قلبوا لأصابوا أو لو خلطوا بين الأمرين إما في النفي أو الإثبات لكانوا قد أصابوا.

  والخامسة أن المسلم إذا أصابه وجع في بطنه وعصرة تمنعه لذيذ الطعام وطيب المنام فإن المطرفية تنفي ذلك عن الله سبحانه وتزعم أنها تنزهه عن فعله. فإذا وثب عليه ظالم جلف جاف فصرع المسلم وألقاه على قفاه وصار يركض برجليه في بطنه أشد الركض فإنهم يقولون أن جميع ما يحصل في بطن ذلك