الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال
  المسلم عند ذلك الركض فعل الله سبحانه لا فاعل له غيره وينكرون على كل من قال أن ذلك الوجع فعل العبد أبلغ الإنكار لتعويلهم على جهالة سبقت إلى قلوبهم وهي اعتقادهم أن فعل العبد لا يعدوه. ولاشك أنهم لو قلبوا القصة لأصابوا على ماتقدم.
  والسادسة أن المسلم إذا نزل به وجع شامل لجميع بدنه فأسهر ليله و نغص عيشه فإن المطرفية تنفي ذلك عن الله وتزعم أنها تنزهه تعالى عنه و يهزؤون بمن أضاف ذلك إلى الله تعالى من أهل العدل وقال إنه امتحان منه سبحانه لعبده المسلم وينكرون ذلك أبلغ الإنكار. وإذا اجتمع جماعة من البغاة ويضربون ذلك المسلم بالسياط المريعة ظلماً وعدواناً ويعمون بالضرب جميع بدنه قالوا حينئذ أن جميع ذلك الوجع الذي حصل في بدنه عند ذلك الضرب فعل الله سبحانه لا فاعل له غيره لتعويلهم على أن فعل العبد لا يعدوه، فليس للضاربين من فعل عندهم سوى حركات أيديهم. أما وقوع السياط في بدن المضروب والوجع الحاصل عند الضرب وغير ذلك فهو فعل الله عندهم تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
  والسابعة أن من مات حتف أنفه من مرض شائع أو جدري عارض أو حمى وسدم قبل أن يبلغ مائة وعشرين سنة من جميع الأنبياء والمؤمنين والأطفال والمراهقين فإن المطرفية تقول أن الله سبحانه لم يمته ولا يجوز أن يميت أحداً عندهم من هؤلاء قبل أن يبلغ مائة وعشرين سنة وينكرون على من قال إن الله تعالى أمات هؤلاء أشد الإنكار. فأما إذا اجتمع جماعة من البغاة الظلمة كابن مهدي وجنده ومن جرى مجراهم على ذبح الأطفال والمسلمين وسائر المظلومين وقتلهم بالسيوف والسكاكين قالت المطرفية إن جميع ما يحصل في أيدهم من