الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال
  الجراحات [وحل] بهم من التلف والهلاك عند ذلك فعل الله سبحانه لا فاعل له غيره وينكرون على كل من أضاف ذلك إلى هؤلاء الظلمة ويزعمون أنه مخالف في الدين. أصلهم في ذلك هو قولهم فعل العبد لا يعدوه، وليس من الظالم سوي حركة يده وجميع ماحصل في أولئك المظلومين هو فعل الله عندهم تعالى الله عما يقولون. وكذلك فإن السباع العادية أو الكلاب الضارية إذا افترست أحداً من هؤلاء المذكورين فأهلكته فإن المطرفية تقول إن جميع ما حصل في ذلك المجروح من الافتراس والجراح والآلام والهلاك فعل الله وحده لا فعل السباع والكلاب لأن عندهم أن أفعال البهائم كلها فعل الله تعالى عما يقولون. ومن أعجب أمرهم أنهم ربما يشكون في أن الله تعالى فعل السباع والكلاب بأنفسها لاعتقادهم أنها حصلت بإحالات الأجسام بعضها البعض فلا يشكون أن افتراسها للناس وعدوانها عليهم فعل الله وحده لاشريك له فيها. فكأنهم قد أولعوا بقلب الأمور عن وجوهها وإن جعلوا أعاليها أسافلها وهذه زيادة منهم على كل خطأ نعلم في الناس وهم مع ذلك يحسبون أنهم على شيء إلا أنهم هم الكاذبون.
  والثامنة أن المسلم إذا أصابه رمد عند اعتراض الرياح لعينه ووجع سهر معه وتعب منه أو عمى عنده فإن المطرفية تنفي ذلك عن الله سبحانه وتزعم أنها تنزهه عن فعله وتنكر على أهل الإسلام إذا أضافوا ذلك إلى الله سبحانه. وقالوا بأنه محنة امتحن الله بها من شاء من عباده. فإذا لطم بعض الجفاة البغاة عين ذلك المسلم فصار فيها من الوجع أشد من الرمد فأعمى ذلك الطم عينه أو أبذرها على خده قالت المطرفية عند ذلك أن هذا الوجع الذي حصل عند الطمة والعمى