الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال

صفحة 55 - الجزء 1

  الذي يعقبها وما حصل في العين المقلوعة هو فعل الله سبحانه لا فاعل له غيره. وأنكروا على من أضافه إلى ذلك الباغي لتعويلهم على أن فعل العبد لا يعدوه ونسوا تنزيههم لله سبحانه. الأول على زعمهم فما أجهلهم بالتنزيه و أوقعهم في التمويه.

  والتاسعة أن المسلم إذا خرج إلى الصحراء فأصابه البرد فوقعت واحدة في رأسه فحصل فيه شجة دامية وانتقض طهوره فإن المطرفية تنفي ذلك عن الله سبحانه وتزعم أنها تنزهه عن إسالة دماء المسلمين ونقض طهورهم. وينكرون على من أضاف ذلك إلى الله سبحانه فإذا رجم بعض البغاة هامة ذلك المسلم بجلمود فهشم عظمه وابذر مخه ظلماً له وعدواناً عليه قالوا عند ذلك هذا الذي حصل فيه بالجلمود فعل الله سبحانه لا فاعل له غيره وأنكروا على كل من أضاف ذلك إلى الباغي الظالم لتعويلهم على أن فعل العبد لا يعدوه وذلك هو الجهل العظيم.

  والعاشرة أن البرد إذا نزل على نزع المسلم أو عنبه فأتلفه أو نقص بعضه فإن المطرفية تنفي ذلك عن الله سبحانه وتزعم أن الله عدل لا يجور على عبده المسلم ولا يدخل عليه نقيصة في ماله. ولو فعل ذلك به لكان ظالماً له. فلهذا نزهوا الله بزعمهم من إنزال البرد على طعام المسلمين. فإذا اجتمع جماعة من البغاة والسرف وجاءوا بالمخابيط الشديدة فخبطوا زرع ذلك المسلم أو عنبه حتى