مقدمة المؤلف
صفحة 20
- الجزء 1
  ذلك المُتكلم حتى ذهب عن الحق الذي لعله قصد إليه، ووقع في الباطل الذي لعله هرب منه(١).
  وكان الكتاب قد احتوى على بسط الكلام واتساع فصوله حسبما دعت الحاجة إليه، وجرت القضيّة فيه على الرسم المعتاد بين أهل العلم من المضايقة والمؤاخذة وإطراح المسامحة. لأن المقام هنالك مقام الجهاد الأعظم، فاتسع مجاله لأجل ذلك حتى ربما بَعُد تناول الفائدة على مرتادها إلا بعد عناية وتأمل.
  فسألني بعض الإخوان المتمسكين بعروة الإيمان، الراغبين في الهدى والبيان أن أشرح خلاصة تلك الفوائد واحذف ما عداها من الزوائد. فأجبته إلى ما سأل وحققت أمله الذي أمل، وجعلت هذا الكتاب محتوياً على أبواب ستة.
(١) في هذا حسن ظن كبير فيمن خالف المؤلف في العقيدة، إذ يحمله على السلامة، ويعتبره محاولاً الوصول إلى الحقيقة مخطئاً في الوسيلة.