الباب الثاني عشر في جزاء الأعمال والوعيد
  الملائكة. فوافقتموني وأظهرتم ذلك وتأولتم الآثار عليه وقررتم عيني وطيبتم نفسي ورعيتم حق الموافقة بيني وبينكم.
  وقامت المعتزلة بالإنكار وتلوا: {مَن عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَساءَ فَعَلَيها}[فصلت: ٤٦]، و {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى}[الأنعام: ١٦٤]، {وَأَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعى}[النجم: ٣٩] ونحو ذلك، وضللوا من روى ذلك ودان به. فضاق قلبي بمخالفتهم وزادت العداوة بيني وبينهم.
  فألقيتُ إليكم أن الأطفال يُعذبون بذنوب الآباء، غرضي بذلك إظهار القول بجواز العقوبة من غير ذنب. فقبلتم، وخالفت المعتزلة وقالوا: أطفال المسلمين مع آبائهم في الجنة لقوله تعالى: {وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم}[الطور: ٢١]، وأطفال الكفار خدم أهل الجنة كما وردت به السنّة.
  وذكر شيخنا أبو الحسن أنه يجوز أن يُعذب الله الأنبياء والأبرار ويُثيب الفراعنة، ويكون عدلاً منه. فسرنّي قوله وقلت: مرحباً به وبقوله!
  وأنكرت المعتزلة ذلك وتلوا الآيات وقالوا: هذا لا يفعله لأنه أخبر أنه لا يفعله، وقالوا: إذا جاز له خلف الوعد فما الأمان؟
  قصّ مجبر فقال: يوم القيامة يُغفر لجميع مذنبي أمة محمد ÷ ثم ينادى: يا عبادي! أبمثل هذا أتيتموني؟ إن كان