الباب الخامس عشر في ذكر المذاهب
  حكم بمروقهم من الدين، وأنهم في مذهبهم خالفوا المسلمين وخرجوا على أمير المؤمنين وكفّروا جماعة المؤمنين وسفكوا دماءهم وهتكوا حريمهم.
  وأما الرافضة فطعنوا في أصحاب رسول الله وكفّروهم، وجوّزوا في الدين الكتمان وفي القرآن الزيادة والنقصان، وأبطلوا أكثر الحجج وحصروا على {كَسَرابٍ بِقيعَةٍ يَحسَبُهُ الظَّمآنُ ماءً}[النور: ٣٩] فهم يدعون الناس إلى إتباع أهل بيت رسول الله ÷ وهم منهم براء. وقد علمتم ما روي في شأنهم عن رسول الله: إن مرضوا فلا تعودوهم فإن مذهبهم يؤدي إلى هدم الدين.
  فإذا بان لك ما ذكرنا علمتَ أن الحق بقي فينا معاشر العدلية، نوحد الله ولا نشبهه ولا نضيف إليه القبائح، بل ننزهه ونحكم بعصمة الأنبياء والمرسلين، ونجعل العمدة اتباع الشريعة، ونجمع بين محبة الصحابة وأهل البيت. فنحن القادة ونحن السادة سلفنا الصحابة والتابعون وخلفنا الأئمة المهتدون، والحمد لله رب العالمين.
  فما كان من مشايخنا من يجيبهم أو يرد عليهم.